chapter 1 bg

الوِجهة قطر.. والمدينة التعليمية

عُزفت الموسيقى، وصدحت الأغاني، وعمّـت الحيوية أجواء المدينة التعليمية التي توافد إليها مئات الآلاف من مشجعي كرة القدم مع انطلاقة بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، فأحالوها بحرًا من الألوان والهتافات والأجواء الحماسية.

من المغرب إلى غانا، ومن كوريا الجنوبية إلى الأوروغواي، وصلت جموع المشجعين الغفيرة لحضور المباريات الثمانية التي أقيمت في استاد المدينة التعليمية، وتمكّنت مؤسسة قطر من تذليل كل العقبات لضمان أن يحظى كل واحد منهم بتجربة لا تنسى.

وإلى جانب تجربة المشجعين في المدينة التعليمية، والتي وفّرت لهم أجواءً مفعمة بالحيوية وأنشطة ترفيهية وتثقيفية، نظمت مؤسسة قطر سلسلة من الفعاليات والمهرجانات والبرامج الشيّقة التي صُمّمت لتقدّم المتعة لجميع الجماهير، المحليّة والعالمية على حد سواء، وعلى امتداد أيام البطولة، وجميعها كانت ثمرة سنوات من التخطيط لجعل المدينة التعليمية مسرحًا لكأس العالم FIFA يترك أثرًا في ذاكرة الناس وقلوبهم.

"تعمل خطط مؤسسة قطر لكأس العالم في سياق ما نطمح إليه، وتتناغم مع جهودنا لتنظيم بطولة تجمع الناس من كل مكان، وتترك إرثًا مستدامًا في الوصول المُيّسر والحركة، وفي تمكين الأفراد من كافة الخلفيات الاجتماعية والثقافية."

سعادة السيد حسن الذواديالأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث

 حوالي 350 ألف متفرّج حضروا مباريات كأس العالم الثمانية التي استضافها استاد المدينة التعليمية، ونحو 355,000 عاشوا تجربة المشجعين في المدينة التعليمية.

تجربة شاملة

صُمّمت تجربة مشجعي المدينة التعليمية لتكون ممتعة وشاملة للجميع، حيث منحت المشجعين القادمين لحضور المباريات في استاد المدينة التعليمية ترحيبًا يعكس التقاليد العربية المتمثلة في كرم الضيافة وحُسن الاستقبال، من خلال شعار "تجربة للجميع"، المفعمة بالأنشطة التي يُمكن لكافة المشجعين من جميع القدرات الاستمتاع بها، والتي وفرّت العديد من الأدوات والتجارب المتخلفة، بدءًا من كبائن التصوير والمنحوتات الفنية التي تتناول موضوع الاستدامة، ومسابقة تسديد الضربات الرأسية بالكرة، وصولًا إلى جدار يضم نباتات تمثل 32 دولة هي الدول المشاركة في البطولة.

وشملت مجموعة الأنشطة باقة من العروض الموسيقية، والاستعراضية، وكرة القدم الحرة، وغيرها من الأنشطة التي تهدف إلى إبراز الثقافة القطرية وثقافات مختلف الدول التي تمثلها الفرق التي ستتنافس خلال المباريات في استاد المدينة التعليمية. وعلى طول الطريق المؤدية إلى الاستاد، حظي المشجعون بباقة من التجارب التي شملت قصائد الشعر العربي وعُروضًا فنية وموسيقية من فلسطين، إلى جانب عروض موسيقى الهيب هوب باللغتين العربية والإنجليزية، ومجلس قطري تقليدي، ومقطع فيديو مصوّر لطلاب إحدى مدارس مؤسسة قطر يُبرز العادات والتقاليد التي تتميز بها دولة قطر.

إضافة إلى ما سبق، وسعيًا من مؤسسة قطر للتعريف بالتراث الثقافي القطري والعربي، شهدت جميع أيام البطولة عروض العرضة التقليدية القطرية.

"من خلال عملنا على تصميم تجربة شاملة للمشجعين، نستخدم الرياضة كأداة مؤثرة لتعزيز الشمول المجتمعي."

بروك ريدمدير المشاركة المجتمعية والتنشيط في مؤسسة قطر

بيئة مُرحبّة

جاءت تجربة مشجعي المدينة التعليمية لتعكس التزام مؤسسة قطر بالوصول الميسّر في كل مرحلة وفي كل خطوة، تضمنتها وقد شملت الأنشطة الحسية التي جرى توفيرها للمشجعين جدارًا موسيقيًا مزوّدًا بأدوات تصدر أصواتًا متنوعة، وجدارًا آخر مُخصص لمساعدة هؤلاء المشجعين على الاسترخاء، ونفقًا ضوئيًا يمكن الوصول إليه بواسطة الكراسي المتحركة ويوفّر مكانًا آمنًا وهادئًا لمن يعانون من الاستجابة المفرطة للتحفيز، كما جرى توفير مقطورة متنقلة للمساعدة الحسية لتكون بمثابة ملاذٍ للمشجعين ممن لديهم تحدّيات حسّية.

كما جرى وضع مقاعد لاستراحة المشجعين والتي يمكن لمستخدمي الكراسي المتحركة الوصول إليها والاستفادة منها، إلى جانب توفير عربات جولف لنقل المشجعين الذين يواجهون صعوبات في الحركة من وإلى الاستاد. كما تواجد متطوعو الوصول الميسّر في نقاط رئيسية لتوجيه المشجعين من مختلف القدرات والتفاعل معهم. وكان الفنانون من ذوي الاعاقة، مثل أوركسترا الموسيقى الكورية التقليدية للمكفوفين، والتي تتألف من موسيقيين من ضعاف البصر، جزءًا من عروض أيام المباريات، إلى جانب مترجمين يوفرون الترجمة الحية للعروض بلغة الإشارة للمشجعين من الصم وضعاف السمع.

اتسمت الأنشطة التي وفرتها مؤسسة قطر لمشجعي كأس العالم بالشمول والوصول الميسّر، ويعود الفضل في ذلك إلى عمليات التدقيق الصارمة التي أجريت قبل البطولة بهدف تقييم مستوى الوصول الميسّر، وضمان أن يشعر كل المشجعين دون استثناء بالأمان والراحة خلال استمتاعهم بأجواء كأس العالم الحماسية. وقد شمل ذلك كأس العالم للأطفال الدوحة 2022، ومعرض "جووولز".

1,000 متطوع شاركوا في تنظيم كل مباراة استضافها استاد المدينة التعليمية، منهم 15 متطوعًا في مجال الوصول الميسّر

استقطاب الجماهير

نظمت مؤسسة قطر في حديقة الأكسجين عروضًا حية مجانية للعائلات شملت بثّ 22 مباراة من مباريات البطولة، ورحبت بأفراد المجتمع في قطر والمشجعين من جميع أنحاء العالم للاستمتاع بأجواء كأس العالم في أحد أهم المساحات الخضراء العامة في قطر.

تضمنت المباريات، التي جرى بثها على شاشة كبيرة في المدينة التعليمية، مباراتين من مباريات المجموعة التي تضم منتخب قطر، إضافة إلى مباريات الدور نصف النهائي ومباراة النهائي المثيرة، وترافق هذا مع أنشطة ترفيهية إضافية لتقديم المزيد من المتعة للعائلات والزائرين.

وغير بعيد عن حديقة الأكسجين، استضافت حديقة القرآن النباتية، عضو مؤسسة قطر، سلسلة من الأنشطة الترفيهية والتعليمية التي أتاحت للزوار أن يكونوا جزءًا من احتفالية كأس العالم FIFA قطر 2022 بطريقة تُبرز العلاقة بين الرياضة والاستدامة. شملت هذه الأنشطة معرضًا بيئيًا، وتجربةً بصريةً ثلاثية الأبعاد باستخدام تقنية "الهولوغرام" لتوضيح معاني آيات من القرآن الكريم والتعمق في مغزاها، وفرصة للقاء الروبوت المرشد الخاص بـالحديقة، ومنطقة ترفيهية تستوحي موضوعاتها من لعبة كرة القدم.

 أكثر من 34 ألف شخص شاهدوا بثّ مباريات كأس العالم في حديقة الأكسجين في المدينة التعليمية

التخطيط للنجاح

تضمّن استعداد المدينة التعليمية لكأس العالم تخطيطًا شاملًا لضمان تجربة آمنة وسلسة وممتعة للجماهير والزوار، ولمجتمع مؤسسة قطر على حد سواء.

بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ووزارة الداخلية، وضعت فرق مؤسسة قطر خطة تشغيلية جرى اختبارها خلال ثلاثة تدريبات عملية سبقت البطولة، حيث جرى تسليم مناطق وقوف السيارات الرئيسية في المدينة التعليمية لمنظمي البطولة، وتوفير مواقف إضافية للسيارات والحافلات المخصصة للطلاب وغيرهم من قاطني الحرم الجامعي.

ساهمت أحدث التقنيات اللاسلكية، وكاميرات المراقبة، وشاشات العرض الرقمية في غرف التحكم في الحفاظ على أمن المدينة التعليمية وزوارها، وأتاحت استجابة سريعة لأي حوادث، مع قيام الفرق أيضًا بأعمال تنظيف شاملة وتنسيق الحدائق لتكون المدينة التعليمية في أبهى حلّة مع انطلاقة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، وشمل ذلك زراعة 137 شجرة وتغيير مكان 19 شجرة أخرى بهدف تسهيل حركة المشجعين.

كما تضمنت الأعمال الخاصة بالبطولة، والتي نفذتها مؤسسة قطر، ضمان توفير الوجبات الغذائية لمتطوعي تجربة المشجعين بالمدينة التعليمية، وإعداد وصيانة 41 وحدة سكنية في المدينة التعليمية للاستخدامات الخاصة بكأس العالم، وخدمات مقدمة على مدار الساعة في حديقة الأكسجين وفي ملتقى (مركز طلاب المدينة التعليمية).

  • 134 من حراس أمن الفعاليات في مؤسسة قطر سهروا على تأمين عمليات التشغيل المدينة التعليمية طوال فترة كأس العالم.
  • +20 مشرفًا أمنيًا من مؤسسة قطر قدموا الدعم للمشجعين ومجتمع مؤسسة قطر في أيام المباريات.

انسيابية الحركة والتنقل

للمحافظة على انسيابية الحركة والتنقل في المدينة التعليمية خلال نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022، كرّست مؤسسة قطر خطة لشبكة ترام المدينة التعليمية، لعبت دورًا مهمًا في نقل المشجعين والزوار إلى الاستادات والفعاليات.

مكّنت هذه الخطة ترام المدينة التعليمية من نقل حوالي 4000 مشجّع في غضون 55 دقيقة خلال أيام المنافسات. وتضمّنت هذه الخطة تعاون فرق النقل في مؤسسة قطر مع منظمي تجربة مشجعي المدينة التعليمية ووزارة الداخلية.

من جهة أخرى، حرصت فرق مؤسسة قطر على أن يكون مركز قطر الوطني للمؤتمرات، شماليّ المدينة التعليمية، مجهزًا بالكامل لتلبية احتياجات ما بين 6,000 إلى 10,000 صحفي يوميًا باعتباره المركز الإعلامي الدولي للبطولة.

شملت هذه الجهود تقديم الوجبات الغذائية لآلاف من ممثلي وسائل الإعلام، وتجهيز قاعة مؤتمرات ومقابلات إعلامية، إضافة إلى تقديم خدمات على مدار 24 ساعة للتأكد من أن منطقة مواقف السيارات في المبنى، ومصاعدها وسلالمها المتحركة البالغ عددها 185، تعمل بسلاسة طوال فترة البطولة.

خلال كأس العالم، نقل ترام المدينة التعليمية نحو 8400 راكب في أيام المباريات، و4900 راكب خارج أيام المباريات.

تعريف الزوار بدولة قطر

منذ لحظة وصولهم إلى قطر، جرى تعريف مشجعي كأس العالم بمؤسسة قطر، وذلك من خلال الشاشات في مطار حمد الدولي، والتي عرضت رسائل ترحيب بلغات متعددة من أعضاء مجتمع مؤسسة قطر، بالإضافة إلى معلومات عن المدينة التعليمية وحلقات من سلسلة مرئية سلّطت الضوء على ما هو أبعد من كرة القدم، حيث عرضت قصصًا إنسانية لأشخاص شاركوا في فعاليات مؤسسة قطر الخاصة بكأس العالم.

وتعاونت مؤسسة قطر مع "قطر للسياحة" في الترويج للمدينة التعليمية كوجهة لا بد من زيارتها خلال كأس العالم، وضمان وصول المشجعين الذين يزورون الحرم الجامعي إلى الخرائط والمرشدين. كما تعاونت المؤسسة مع الخطوط الجوية القطرية لعرض محتوى عن مؤسسة قطر عبر نظام "أوريكس ون" الترفيهي على متن طائراتها، وذلك لمنح المشجعين لمحة عن المدينة التعليمية قبل وصولهم إلى قطر.

وعملت مؤسسة قطر أيضَا على تعريف العالم بقطر والمؤسسة من خلال التواصل مع حشود الصحفيين الدوليين الذين يغطون البطولة، ووفّرت جولات إعلامية خاصة داخل المدينة التعليمية. كما قدّمت المؤسسة، بالتعاون مع مكتب الاتصال الحكومي، محتوى جرى بثه على شبكة فوكس في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي ساهم في نشر رسالة مفادها أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™سيكون النسخة الأفضل على الإطلاق من حيث الوصول الميسّر.

شارك 74 صحفيًا من 30 دولة في 22 جولة إعلامية لمؤسسة قطر خلال كأس العالم.

لنتحدث اللغة نفسها

تجمع بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™الناس من جميع أصقاع العالم في مكان واحد. لذلك طورت إحدى الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر تطبيقًا للهواتف الذكية لضمان أن يتمكن زوار قطر أثناء البطولة من التواصل والتحدث مع مضيفيهم القطريين والعرب.

طوّر تطبيق عبارات اللهجة القطرية البرنامج العربي في جامعة جورجتاون في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر، وقد أضيفت إليه عدة لغات جديدة ليستفيد منه الناطقون باللغة الإنجليزية، والفرنسية، والهندية، والإسبانية، والفلبينية، والأردية، والنيبالية، والصينية، والتركية، ويتمكنوا من الوصول إلى الصيغ المكتوبة والمنطوقة لأكثر من 1700 كلمة وعبارة عربية شائعة الاستخدام في اللهجة القطرية، لتساعدهم في السؤال عن الاتجاهات أو طلب الطعام أو حتى إلقاء التحية والسلام.

لغة كرة القدم والتمكين كانت حاضرة أيضًا عندما زارت إيمي جريفين، البطلة واللاعبة السابقة في منتخب الولايات المتحدة لكرة القدم للسيدات، والمدربة الحالية للمنتخب الأميركي للسيدات من الصم، مؤسسة قطر خلال كأس العالم FIFA قطر 2022™ لإدارة جلسة تفاعلية في إطار مفهوم "عيادة كرة القدم" بمشاركة فتيات من برنامج "لكل القدرات" التابع لمؤسسة قطر، والتي تضمنت أيضًا مناقشة حول الفرص والتحديات في كرة القدم لذوي الإعاقة.

"نأمل من خلال تعلم لغة جديدة أن يصبح زوار قطر أكثر اندماجًا في المجتمع وأن يروا قطر من زاوية جديدة تمامًا."

هاني فزاعمحاضر في قسم اللغة العربية في جامعة جورجتاون في قطر، وأحد مطوري تطبيق عبارات اللهجة القطرية

1700 كلمة وعبارة عربية يقدمها تطبيق عبارات اللهجة القطرية

إثراء تجربة المشجعين

بالتعاون مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، كان لمؤسسة قطر دورًا محوريًا في مشروع "تجربة زوار قطر 2022"، والرّامي إلى ضمان أن يعيش مشجعو بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™ تجربة لا تُنسى طوال مدّة إقامتهم في الدولة.

بناء على اتفاقية الشراكة المبرمة في عام 2020، وفي إطار الاستعداد للبطولة، عملت مؤسسة قطر واللجنة العليا معًا في مجالات تشمل توفير الغرف الحسية في الاستادات، وتقنيات إدارة جودة الهواء، وحملات مشاريع التقليل من استخدام البلاستيك، واستخدام التكنولوجيا الذكية لإدارة حشود الجماهير.

وقد وصفت مشاعل النعيمي، الرئيس التنفيذي للمبادرات الاستراتيجية في مؤسسة قطر، هذه الاتفاقية بالقول: "نحن سعداء بتوسيع نطاق شبكات تعاوننا بشراكتنا مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث، ما يمكّننا من مشاركة خبراتنا ومرافقنا لنجعل من بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 تجربة لا تُنسى لكافة الناس في قطر والمنطقة العربية والعالم بأسره".

وبالفعل، وبشهادة كل من شاهد وعايش الحدث في قطر على مدار 29 يومًا في عام 2022، كانت تجربة لا تُنسى حين فتحت قطر أبوابها للعالم.

"نتطلع للعمل يدًا بيد مع مؤسسة قطر لإنجاز مختلف المشاريع التي من شأنها أن تعود بالفائدة على المجتمع القطري، خلال رحلتنا لاستضافة كأس العالم FIFA قطر وبعدها."

ياسر الجمالرئيس مكتب العمليات ونائب رئيس المكتب الفني للمشاريع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، بمناسبة توقيع اتفاقية مشروع "تجربة زوار قطر 2022"